Bahtsul Masail: Menanyakan Suatu Hal kepada “Orang Pintar”

Bahtsul Masail: Menanyakan Suatu Hal kepada “Orang Pintar”

Deskripsi Masalah:

Pak Dani dan ibu Salsa akan mengadakan acara pernikahan putri mereka. Sebelum mengadakan acara, pak Dani dan ibu Salsa pergi ke “orang pintar” untuk menanyakan hari baik untuk mengadakan acara tersebut.

Pertanyaan:

Bagaimana hukum menanyakan hari baik tersebut?

(baca juga: Bahtsul Masail: Bolehkah, Bersedekah di Toko Nonmuslim?)

Jawaban:

Melihat dari pertanyaan (mendatangi  “orang pintar”) itu bahasanya adalah عرَّاف, jika “dukun” itu bahasanya adalah كاهن, keduanya tidak jauh beda. Hanya kalau “orang pintar” itu biasanya meramal sesuatu yang telah terjadi misalnya, ada orang yang kehilangan uang dan orang tersebut menanyakan pada “orang pintar” tersebut, lantas “orang pintar” ini bilang, “Uang  kamu hilang di pertigaan sana, dan uangnya sudah ditemukan orang lain” . Jika  dukun itu biasanya meramal sesuatu yang akan terjadi misalnya, ada seorang dukun bilang pada seseorang “Minggu depan kamu akan mengalami musibah yang besar” dan sebagainya. Ada ulama yang mengatakan keduanya itu sama.

Menjawab pertanyaan di atas hukum menanyakan tentang hari baik atau hari buruk itu dilarang oleh syari’at. Jika ada orang yang tanya seperti itu, maka tidak perlu dijawab.

Ibaroh :

وسئل نفع الله بعلومه : السؤال عن النحس والسعد وعن الأيام والليالي التي تصلح لنحو السفر والانتقال ما يكون جوابه ؟

فأجاب رضي الله عنه : من يسأل عن النحس وما بعده لا يجاب إلا بالإعراض عنه وتسفيه ما فعله ويبين له قبحه ، وأن ذلك من سنة اليهود لا من هدي المسلمين المتوكلين على خالقهم وبارئهم الذين لا يحسبون وعلى ربهم يتوكلون ، وما ينقل من الأيام المنقوطة ونحوها عن علي كرم الله وجهه باطل كذب لا أصل له فليحذر من ذلك والله أعلم .

الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي [ص 20]

وَسُئِلَ مَا يَكُونُ السُّؤَالُ عَنْ النَّحْسِ ، وَالسَّعْدِ ، وَعَنْ الْأَيَّامِ ، وَاللَّيَالِيِ الَّتِي تَصْلُحُ لِنَحْوِ السَّفَرِ وَالِانْتِقَالِ مَا يَكُونُ جَوَابُهُ ؟ ( أَجَابَ ) مَنْ يَسْأَلُ عَنْ النَّحْسِ وَمَا بَعْدَهُ لَا يُجَابُ إلَّا بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ وَتَسْفِيهِ مَا فَعَلَهُ وَيُبَيِّنُ لَهُ قُبْحَهُ وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّةِ الْيَهُودِ لَا مِنْ هُدَى الْمُسْلِمِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَى خَالِقِهِمْ وَبَارِئِهِمْ الَّذِينَ لَا يَحْسِبُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَمَا يُنْقَلُ مِنْ الْأَيَّامِ الْمَنْقُوطَةِ وَنَحْوِهَا عَنْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ بَاطِلٌ كَذِبٌ لَا أَصْلَ لَهُ فَلْيُحْذَرْ مِنْ ذَلِكَ ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

تنقيح الفتاوى الحامدية [7 /429]

(من أتى عرافا أو كاهنا) وهو من يخبر عما يحدث أو عن شئ غائب أو عن طالع أحد بسعد أو نحس أو دولة أو محنة أو منحة (فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله على محمد) من الكتاب

فيض القدير [6 /30]

Apakah termasuk syirik atau tidak?

jawab:

(baca juga: Bahtsul Masail: Memakai Wewangian ketika hendak Salat Berjamaah)

ditafshil: pertama, Haram/Syirik. Jika mendatangi “orang  pintar” atau dukun dan bertanya sesuatu tapi tidak membenarkannya. Kedua, kafir ,jika sampek mempercayainya. Ketiga, boleh, jika niatnya cuma ingin melecehkan dukun tersebut.

Ibaroh :

ولكن ليس كل من ذهب إلى كاهن أو عراف يكون مشركاً شركاً أكبر

خارجاً عن الملة ، بل الذهاب إلى الكاهن أو العراف فيه تفصيل ، فقد يكون شركاً أكبر، وقد يكون معصية ، وقد يكون جائزاً .

قال الشيخ ابن عثيمين :

” والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه ، فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً ، كما ثبت في صحيح مسلم (2230) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) .القسم الثاني : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به ،فهذا كفر بالله عز وجل ، لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب ، وتصديق البشري دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى : ( قًلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) النمل/65 . ولهذا جاءفي الحديث الصحيح : ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى

الله عليه وسلم ) .القسم الثالث : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس ،وأنها كهانة وتمويه وتضليل ، وهذا لا بأس به ، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى ابن صياد ، فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً في نفسه ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا خَبَّأ له ؟ فقال : الدخ . يريد الدخان ” انتهى .

“مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين” (2/184) .

وعلى هذا كله فإن من أتى إلى ساحر أو كاهن أو عراف أو منجم أو مدع علم غيب لينظر ما عنده أو يهزأ مما لديه، فهو معرض للوعيد، وقد أتى أمرا محرما ومن كبائر الذنوب. لما روى أحمد وغيره عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما) فمجرد سؤاله مازحا أو لاعبا أو جادا يرتب هذا الوعيد الخطير. فإذا سأله ثم صدقه بما يقول فقد وقع الكفر بما أنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم -، حيث صدقه مدع للغيب، وهذا شرك وإشراك في توحيد الربوبية.

موسوعة البحوث والمقالات العلمية [ /2]

فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث عدة أن من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، والمعروف أن الكهان إنما يتلقون ما يخبرون به عن الشيطان مما يسترقه الشيطان من السماء ومما يطلعون عليه من أحوال الناس

فتاوى واستشارات الإسلام اليوم [2 /288]

مسألة : ك) : جعل الوسائط بين العبد وبين ربه ، فإن صار يدعوهم كما يدعو الله في الأمور ويعتقد تأثيرهم في شيء من دون الله تعالى فهو كفر ، وإن كان نيته التوسل بهم إليه تعالى في قضاء مهماته ، مع اعتقاد أن الله هو النافع الضارّ المؤثر في الأمور دون غيره ، فالظاهر عدم كفره وإن كان فعله قبيحاً.

بغية المسترشدين [ص 529]

Apakah ada hari yang baik atau hari sial?

jawaban:

Tentang hari baik atau hari sial itu memang ada, tapi yang tau hanya Allah. Tidak ada yang mengetahui sesuatu yang ghoib kecuali Allah, dan orang-orang yang memang dikekehendaki oleh Allah untuk mengetahuinya dari para utusan utusan dengan melalui wahyu, atau para ulama dengan melalui karomah.

مسئلة ي  : إذا سئل رجل أخرهل ليلة كذا أويوم كذا يصلح للعقد أوالنقلة فلايحتاج جواب لأن الشارع نهى عن إعتقادذالك وزجر عنه زجرا بليغا فلا عبرة بمن يفعله وذكر ابن الفركاح عن الشافعي إذا كان المنجم يقول ويعتقد أنه لايؤثر إلاالله ولكن أجرى العادة

بأنه يقع كذا وكذاوالمؤ هو الله عزوجل  فهذا عندي لابأس فيه وحيث جاءالذم يحمل على من يعتقد تأثير النجوم وغيرها من المخلوقات   وأفتى الزملكاني بالتحريم مطلقا

غاية تخليص المراد (هامش بغية المسترشدين) 58

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها الأخوة المؤمنون إن من المسائل الكبرى التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه أتم بيان وأوضحه أتم إيضاح، مسألة أن الله سبحانه وتعالى هو العالم بالغيب وحده، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم معلماً لجميع الخلق أنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله وحده، فإنه هو المتفرد بذلك وحده لا شريك له قال تعالى: لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والأرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65]، وقال تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام:59]، وقال سبحانه: وَللَّهِ غَيْبُ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود:123]، وقد أخبر سبحانه أن مفاتح الغيب عنده وبينها بقوله: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ [لقمان:34].

أيها الإخوة المؤمنون، لقد نفي الله عز وجل عن كل أحد مهما علا قدره معرفته بالغيب إلا بما أطلعه الله عليه، فهؤلاء الملائكة الذين لا يعصون الله شيئاً، ويفعلون ما يؤمرون، الذين أخلصوا لعبادة الله، هؤلاء نفي الله عنهم علم الغيب، قال تعالى: وَعَلَّمَ ءادَمَ الاسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:31]، ولما كان الملائكة على جانب عظيم من العبادة، والمعرفة بحقوق الرب، وما يجب له، وما يجوز عليه، ومعرفتهم كذلك بأنفسهم ومقاديرهم قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَاءادَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِم [البقرة:32، 33]، قال لهم بعد ذلك سبحانه وتعالى: أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة:33].

وهؤلاء الجن، بين سبحانه وتعالى أنهم لا يعلمون الغيب فقال تعالى في قصة موت سليمان عليه الصلاة والسلام: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ [سبأ:14]، كانت الجن تعمل بين يدي سليمان عليه الصلاة والسلام ويظنون أنه حي وهو ميت قد فارقت روحه جسده وهم ينظرون إليه ويبصرونه، ومع ذلك لا يشعرون بأنه قد مات منذ زمان بعيد، وهم يكدحون ويتعبون خائفين منه وكان وضعهم تحت يد سليمان يجعلهم يحاولون أن يجدوا المخرج والملجأ مما هم فيه من العذاب المهين، وهذا يدل على استنفار كل قواهم وأعوانهم حتى يظفروا بخبر مثل خبر وفاة سليمان عليه الصلاة والسلام، ومع هذا فهم لا يشعرون بأن هذا الذي ينتظرون وفاته قد مات وفات، فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ فحتى الجن لا يعلمون، وإذا كانت الملائكة وهم الصالحون المنزهون لا يعلمون الغيب، فكيف بالجن وفيهم المردة والشياطين والفساق والضلال فمن باب أولى أن يحجبوا عن معرفة علم الغيب.

أيها الإخوة، وإذا كان الملائكة والجن لا يعلمون الغيب، فما هو شأن الإنس وهل يعلمون الغيب؟أم لا؟ هذا سؤال مهم؟

أيها الإخوة، إذا نظرنا في القرآن نجده لا ينفي علم الغيب عن الإنس فحسب، بل ينفيه تعالى عن خير خلقه، وهم رسله صلوات الله وسلامه عليهم، حتى الرسل لا يعلمون الغيب قال تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:109]، وقال أول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام نافياً عن نفسه علم الغيب عندما ظن فيه قومه أنه قد يعلم الغيب قال: وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ [هود:31]، هذا أول الرسل ينفي عن نفسه علم الغيب، وهذا آخر الرسل صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله يقول: وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ السُّوء إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:188]، وقال أيضاً: وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ وَمَا أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الأحقاف:9]، فهذا حال الرسل أولهم وآخرهم ينفون عن أنفسهم معرفتهم بعلم الغيب ويقولون كلهم: لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:109]، وحتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نفي الله عنهم العلم بالغيب، ولم يطلعهم عليه، قال تعالى: مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء [آل عمران:179].

فهؤلاء الملائكة والجن والرسل وأتباع الرسل ينفي الله عنهم علمهم بالغيب، وينفونه هم عن أنفسهم، فإن من علامات الإيمان بالله وكتبه ورسله أن ينفي المؤمن عن نفسه علم الغيب الملائكة يتبرؤون من علم الغيب ولا يدعونه. فإذا كانت الجن والملائكة والإنس وعلى رأسهم الرسل لا يعلمون الغيب دل ذلك على تفرد الله سبحانه وتعالى بعلم الغيب، ولهذا تمدح سبحانه وتعالى نفسه بعلم الغيب واستئثاره به دون خلقه، واستثنى سبحانه وتعالى من ارتضاه من الرسل، فأطلعهم على ما شاء هو، لا ما شاؤوا هم، فأطلعهم على بعض غيبه بطريق الوحي إليهم، قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً [الجن:26، 27].

أيها الإخوة المؤمنون، ومع هذا الوضوح الذي جاءت به الآيات القرآنية في نفي علم الغيب عن المخلوقين حتى ولو كانوا ملائكة أو رسلاً، إلا أنه يوجد من أدعى علم الغيب، ولكل من ادعى علم الغيب فهو كافر بنص القرآن والسنة، والله عز وجل قد تفرد بمعرفة الغيب، فكل من نازعه فيه كان كافراً مشركاً، وادعاء علم الغيب ينافي التوحيد بالكلية، لأن التوحيد هو إفراد الله تعالى بما يختص به ومما اختص به علم الغيب فكل من نازعه فيه لم يكن موحداً بل يكون مشركاً كافراً، وقد عد العلماء الطواغيت وذكروا منهم من ادعى علم الغيب، فكل من ادعى علم الغيب فهو طاغوت، ويتخذ ادعاء علم الغيب صوراً وأشكالاً مختلفة، منها ما هو قديم، ومنها ما هو جديد مستحدث في هذا الزمان، فمن الذين يدعون علم الغيب الكهان، والعرافون، والمنجمون، والمشعوذون، وأصحاب الكشوفات بزعمهم، وينتشر كثير منهم في الأماكن العامة في بعض الدول وفي بعض مدن الألعاب فيكثرون في أماكن السيرك والألعاب البهلوانية والترفيه، وقد يظهر ادعاء علم الغيب على صورة لعب، وهي لعب شيطانية، كبعض اللعب التي راجت في بعض الأسواق قبل مدة قريبة، تخبر الإنسان بزعمهم عن اسمه وعن عدد أولاده، وماذا سيأتيه من أسئلة في الاختيار، وأرقام الآيات التي ستأتي في اختبار القرآن وهي لعبة شيطانية موكل بها بعض الجن، وقد تواتر أن كثيراً ممن استخدم هذه اللعبة قد أصيب بمس من الجان أو أصابه شيء في عقله، وهذا كله بسبب جريان الناس وراء معرفة الغيب!! والغيب لا يعلمه إلا الله، هذه عقيدتنا وإيماننا وإسلامنا، أن الغيب لا يعلمه إلا الله، فلم يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، فضلاً عن ساحر أو منجم أو كاهن أو عراف، فكيف بلعبة تباع وتشترى في الأسواق.

ومن الطرق التي تنتشر أحياناً لمعرفة الغيب والمستقبل قوم من المشعوذين والمبتدعة يستخدمون حروف “أبجد هوز” ويؤلفون بين الأحرف ويخرجون بخرافات لا تحصى في هذا الباب، وقوم آخرون يظهر عندهم الخط على الرمل، وآخرون يظهر عندهم قارئة الفنجان، وقارئة الكف، وكل هؤلاء متلبسون بأحوال كفرية ونزعات شيطانية، والتلازم كبير بين الكفر وبين تلك الأعمال، وذلك لتضمنه ادعاء معرفة الغيب الذى تفرد به الله عز وجل، فكيف إذا انضاف إلى ذلك دعاء الجن وعبادتهم أو التلبس ببعض الأحوال الكفرية الأخرى، وقلّ أن يخلو أحد منهم من شىء من ذلك، وكلما ازداد الكفر في أرض وتمكن أهله كلما ازدادت هذه الادعاءات في معرفة علم الغيب، وكلما قوي الإيمان وأهله في أرض كلما انخنس هؤلاء المشعوذون والدجالون الخراصون.

أيها الأخوة المؤمنون، ومن أبواب ادعاء علم الغيب في هذا الزمان اتباع المنجمين، والتنجيم هو أساس صناعة الفلاسفة والدهرية فإنهم يعتقدون أن للنجوم تأثيراً وتصرفاً وأنه يمكن التعرف بحركاتها وأبراجها وسيرها في السماء على ما يحصل في الأرض من الحوادث ومن السعود والنحوس، والأفراح والأحزان، وهذا هو شرك قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنهم كانوا يعبدون النجوم ويعتقدون تأثيرها عليهم، وأنه يمكن معرفة ما سيحصل للإنسان بتعلم منازل الفلك وأبراج النجوم، وهذا شرك خواص المشركين كما قال ابن القيم،

موسوعة خطب المنبر [ص 3014]

وأما حمل الحديث على الأربعاء الذي أرسل فيه الريح على عاد بخصوصه فمناف للسياق مع أنه لا يلزم من تعذيب قوم فيه كونه نحسا على غيرهم

وحمله على أنه نحس على المفسدين لا المصلحين هلهل بالمرة إذ لا اختصاص للأربعاء به وأخرج أبو يعلى عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن عدي وتمام في فوائده عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه مرفوعا : ” يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب رزق ويوم الثلاثاء يوم حديد وبأس ويوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء ويوم الخميس يوم طلب الحوائج والدخول على السلاطين ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح “.

قال السخاوي : وسنده ضعيف وذكر الزمخشري أن يزيدا قال لأخيه : اخرج معي في حاجة فقال : هو الأربعاء.

فيض القدير [1 /62]

مسألة : ي) : خوارق العادة على أربعة أقسام : المعجزة المقرونة بدعوى النبوة المعجوز عن معارضتها ، الحاصلة بغير اكتساب وتعلم ، والكرامة وهي ما تظهر على يد كامل المتابعة لنبيه من غير تعلم ومباشرة أعمال مخصوصة ، وتنقسم إلى ما هو إرهاص وهو ما يظهر على يد النبي قبل دعوى النبوّة ، وما هو معونة وهو ما يظهر على يد المؤمن الذي لم يفسق ولم يغتر به ، والاستدراج وهو ما يظهر على يد الفاسق المغترّ ، والسحر وهو ما يحصل بتعلم ومباشرة سبب على يد فاسق أو كافر كالشعوذة ، وهي خفة اليد بالأعمال ، وحمل الحيات ولدغها له ، واللعب بالنار من غير تأثير ، والطلاسم والتعزيمات المحرمة واستخدام الجان وغير ذلك

بغية المسترشدين 299-298

Pembahas:

  1. Hasan Ulil Abror, M. Ilham Fahmi, M. Zaki Mubarok, dan M. Rizal Maulana (kelas XI PK A MA Unggulan Nuris)

Penasih:

Ustad Wahyudi Rahman[suntinganAF.Red]

Related Post